المخترع سوقي عبد الحليم كرم من قبل الأكاديمية الوطنية للإبداع والابتكار بجائزة درع الأكاديمية، وذلك على هامش الاحتفال بالافتتاح الرسمي للأكاديمية في حفل بهيج برياض الفتح بالجزائر العاصمة وبحضور ممثلين عن وزارة الداخلية ووزارة البيئة وكذا وزارة الثقافة، نظير الجهود المبذولة في مجال الابتكارات العلمية، وحظي المخترع خلال السنة الماضية، بأن كان ضيف شرف بالندوة الخاصة بترشيد الطاقة الخاصة بالبلديات تحت إشراف وزير الداخلية بقصر الحكومة بحضور 33 رئيس بلدية يمثلون 29 ولاية، ومجموعة كبيرة من الاطارات السامية في الدولة، حيث قدّم عرضا عن اختراعه أمام الوزير والضيوف
«عرض نظري على الشاشة وآخر تطبيقي مع نموذج» الذي أعجب بالاختراع، وطالب حينها بإدراج التقنية المبتكرة في دفتر الشروط حتى يتسنى انتاج وتسويق أجهزة اقتصاد الطاقة المحلية، وبتكاليف أقل بكثير وبكفاءة أكبر من التقنيات المستوردة في هذا المجال.تمكّن المخترع من اختراع جهاز لاقتصاد الطاقة الكهربائية، الذي يعمل من خلال تركيبه في مركز تحويل الكهرباء بهدف التحكم في الأعمدة الكهربائية الخاصة بالإنارة العمومية، ويعمل بمبدأ الذكاء في استعمال الضوء الذي يقوم على التخفيض في الطاقة بأمان وفقا للمكان والوقت، أي أن المصابيح الكهربائية لا تسير بنفس الطاقة طول الليل، وإنما تبدأ الانارة في بداية الليل بطاقة معينة ثم تبدأ بالانخفاض بداية من منتصف الليل، وهذا لتفادي التبذير في الطاقة والحفاظ فقط على الكمية اللازمة من الانارة.
وبخصوص تصنيع الجهاز محليا يقول سوقي: «راسلنا العديد من المؤسسات الصناعية المحلية في تصنيع الجهاز، لا سيما وأن هذا الجانب حديث بالجزائر، ويصعب إقناع صانع محلي اعتمد على الاستيراد بأن يقوم بالتصنيع، خصوصا وان نسبة الادماج ستتجاوز 80 بالمائة»، ولمردودية الاختراع، فتحت الوكالة الوطنية لعقلنة استعمال الطاقة أبوابها للمخترع سوقي عبد الحليم، من اجل تطوير اختراعاته والتكفل التام بتكاليفها.
وكان أول تسويق لهذا الاختراع الفريد من نوعه في الجزائر، وقد مضى عليه أكثر من أربعة عشر شهرا كاملة على تركيبه في ميناء سكيكدة، وهو يعمل بشكل ممتاز وبشهادة المسؤولين على مستوى الميناءو وسيتم استكمال إجراءات الاستلام النهائية للجهاز المركبو وتعميم هذا الجهاز في ميناء سكيكدة بأكمله سيخفض فاتورة الكهرباء بأكثر من 800 مليون سنوياً.
كما أن الاختراع طبّق ميدانيا حسب صاحب الاختراع، «بالتعاون مع بلدية سيدي مزغيش منذ جويلية 2015، على الطريق الولائي للمدينة على مسافة 1.5 كيلومتر مع اقتصاد في فاتورة الكهرباء بنسبة تقارب 70 بالمائة ودون التسبب بالانبهار للسائقين وتخفيض نسبة التلوث بغاز ثاني اكسيد الكربون بـ 70 بالمائة، علما أن كل كيلوواط يستهلك في الإنارة العمومية ينتج تلوثا يقدر بـ 109غرام غاز ثاني اكسيد الكربون حسب وكالة (ADEME) الأوروبية»، والجهاز ذو التكلفة البسيطة يساهم - كما أوضح سوقي - في إنقاذ الجزائر من العجز الكبير في الطاقة الكهربائية، «والجهاز يوفر على الجزائر تكاليف 2.5 مليار دولار كاستثمار مباشر، وذلك لوجود حوالي 5 ملايين عمود كهرباء في البلد، وتقدر مدة حياة الجهاز بـ 15 سنة، وتكلفته بسيطة».وبهدف العمل على تعميمه مستقبلا، أكد سوقي عبد الحليم صاحب الاختراع، أن الوزارة الوصية المتمثلة في وزارة الطاقة التي تكفلت بتجسيد المشروع بإحدى بلديات العاصمة كمرحلة أولى، خاصة وأن الجهاز متحصل على براءة اختراع عام 2015 مكن من اقتصاد 70 ٪ من الكهرباء خلال فترة التجربة.
وقد تمّ قبول مرافقة المشروع لاقتصاد الطاقة رسميا من قبل وزارة الطاقة الممثلة بشخص الرئيس المدير العام للوكالة الوطنية لترشيد استهلاك الطاقة APRUE (مراسلة رقم 18 / DG / APRUE / 600 )، والذي أبدى استعداده للتعاون والمرافقة قصد تعميم هدا المشروع المهم، وسيتم في القريب العاجل إقامة مشروع نموذجي في احدى بلديات العاصمة بالتعاون مع وزارة الطاقة وشركة ERMA وشركة سونلغاز، مع التكفل الكامل بمصاريف المشروع من قبل وزارة الطاقة ليتم تسجيل هذا المشروع في البرنامج الوطني لترشيد استهلاك الطاقة PNME كما سيحظى بفضل هذه المرافقة بمزايا مختلفة كعرض المشروع في المعارض والتظاهرات المختلفة للوزارة.
ومن جهة أخرى، وفي إطار مرافقة المخترعين والمبتكرين الجزائريين من أجل تجسيد أفكارهم على أرض الواقع، انطلقت الاكاديمية الوطنية للإبداع والابتكار الجزائري بمرافقة سوقي عبد الحميد، الذي يعد أحد كبار المخترعين الجزائريين صاحب اختراع جهاز اقتصاد الطاقة، الذي يعتبر الفريد من نوعه على مستوى العالم، وهذا لاحتوائه على جميع المعايير الدولية التي تساعد على تخفيض فاتورة استهلاك الطاقة للإنارة العمومية، ما يوفر على البلديات مبالغ كبيرة توجه إلى مشاريع أخرى، حيث ان الجهاز يقتصد نسبة تفوق 70 % من الطاقة المستهلكة و يقلص حجم تسرب غاز ثاني أكسيد الكربون.
وبدعوة من مدير البيئة لولاية سكيكدة، تم تقديم عرض مفصل عن المشروع لاقتصاد الطاقة بحضور مدير البيئة شخصيا ومجموعة من الاطارات على مستوى المديرية، تم الاتفاق على هامش هذا العرض على تركيب جهاز اقتصاد الطاقة على مستوى احدى محطات الردم التقني بولاية سكيكدة، ليكون المشروع الثاني بالولاية بعد الميناء، بحيث تم تقديمه على اساس مشروع نموذجي قابل للتعميم على مستوى وزارة البيئة، وأكد مدير البيئة دعمه الكامل لهذا المشروع البيئي بامتياز على حد قوله حتى يتم تعميمه عبر كامل ارجاء الوطن.
المخترع عبد الحليم سوقي عمل خلال مسيرته المهنية على إيجاد حلول لمشاكل تقنية تواجهه في العمل، وكانت النتيجة ابتكارات عديدة أهمها جهاز لترشيد الطاقة وآخر لحماية العمال بمناطق الخطر، فرحلة عبد الحليم مع عالم الابتكارات بدأت عام 1993، حيث كان يعمل في شركة الكهرباء المحلية، وصنع قطعة غيار لمولد كهربائي ضخم أصابها عطل في مدينة عزابة بولاية سكيكدة، ومن أهم اختراعاته «منطقة العمل الذكية»، وهي جهاز يقوم بحماية العمال في المناطق الخطرة، حيث يرسل أشعة غير مرئية تنبه العمال لأماكن الخطر، ويمكن ربطه بالهواتف، وعرض هذا الاختراع مجانا على شركة محلية إلا أنها تجاهلته.
لكنه لم يستسلم إذ اخترع لاحقا «نظام اقتصاد الطاقة في الإنارة العمومية» تنفيذا لفكرة ركز عليها كل جهوده وأبحاثه خلال السنوات الأخيرة، بعد أن حصل على براءة اختراع من طرف المعهد الوطني الجزائري للملكية الصناعية تحت رقم 3289.